الكريستولوجيا في مجامع كنيسة المشرق
عادل دنو
المقدمة
ان كنيسة المشرق كنيسة رسولية يؤكد تاريخها ان من بشرها هو احد الرسل الاثني عشر – مار توما الرسول. وهي قسم من الشرق المسيحي الذي عانى الامرين من اضطهاد السلطات الحاكمة ومن كثرة الجدالات اللاهوتية. ان مبحثنا هذا سيتناول كنيسة المشرق بالذات، التي كانت لها مراكز اسقفية عديدة، شملت مناطق في بابل وآثور وفارس والهند والصين ومناطق أخرى كثيرة.
كان اهم مراكزها كرسي المدائن ساليق وقطيسفون، بسبب اتخاذ هذه المدائن مقرا للامبراطورية الفارسية يومذاك. وكان موقف هذه الكنيسة مثل الكنائس الاخرى معبرا عن الايمان بانهم اعضاء كنيسة واحدة لا بل التزم آباؤها اكثر من مرة بالمعاونة على تنظيم الكنيسة واستقدام القوانين الموضوعة في مجامع الكنسية الغربية.
هدف البحث
نهدف دراسة والتعرف الى الظروف التي احاطت بكنيسة المشرق ومجامعها ومحاولة التعرف على الطروحات الكريستولجية التي دارت وتأثيراتها الخارجية والداخلية في كنيسة المشرق.
مجمعية كنيسة المشرق
إن عقد المجامع كان ملازما لنشأة الكنيسة. هذا ما يخبرنا عنه كتاب أعمال الرسل (15: 1-29) وهو يروي قصة الجدل الذي وقع بين المسيحيين الأوائل عن الختان. وفي أول مجمع ذللت الازمة وبقي” باب الايمان” مفتوحا للوثنيين وستواصل كلمة الرب سيرها (الكتاب المقدس، 1999، هامش 24، ص 417). توالى عقد المجامع عموما في الكنيسة التي كانت تهدف الى تحديد العقيدة المسيحية، وتوضيحها وصونها من الأضاليل والهرطقات التي كانت تنساب اليها، لتنحرف بها وتشوهها. (صفير 2003، بدون ترقيم ). بما ان الكنيسة هي الام الحانية على ابنائها تهديهم الى طريق النور، ولان ابنائها هم جماعة ايمان فان رئاساتها هي مهمة صفتها الجماعية تهدف الى الخدمة، وبخاصة من الناحية الروحية. وعليه تكون تواصل في التعليم القويم وبفضل الجماعية فيشكل الاساقفة مصافا واحدا وبفضل هذه المجمعية يلتقون ويبحثون ما يخص الكنيسة من امور على هدي الروح القدس (حبي، 1999، ص19).
وكنيسة المشرق من الكنائس التي ظهرت صيغة المجمعية فيها بجلاء (حبي، 1999، ص6). وقد ترك اباء الكنيسة الاوائل تواريخ المجامع التي عقدوها وتم حفظ اعمال الكثير منها. وما يزال المخطوط الاصلي محفوظا في خزانة الرهبانية الكلدانية قام بترجمتها الى الالمانية براون في شتوتكارت- فيينا 1900 وعمل العلامة شابو على نشرها في باريس 1902، ( حبي، 1999، ص8). وترجم الاب يوسف حبي جامع المجامع المشرقية الى العربية واضاف اليها اعمال مجامع اخرى، مثل مجمع البطريرك طيمثاوس الاول سنة 790، ومجمع البطريرك طيمثاوس الثاني سنة 1318 ( حبي، 1999، ص6). ولعله محق الباحث عزيز لان يكتب “لسنا نبالغ اذا قلنا ان الكنيسة النسطورية كانت من اقوى الكنائس انتشارا في قارة اسيا وذلك على الصعيد العالمي”( عطية 2005، ص 293) لذا فقد احتدم النقاش بين رؤساء الكنائس في العهود الاولى للمسيحية حول موضوع المسيح والتجسد وصار هناك خلاف لاهوتي حول بعض المصطلحات التي شكلت اسسا وقتذاك لتبادل الحرم. وهكذا تبدأ قسم من مجامع كنسية المشرق، البحث في مسائل تمس الثالوث والمسيح، وفي وقت ما تبدأ مرحلة المجامع العقائدية واللاهوتية ( حبي، 1999، ص29). وكانت مدينة الرها اخذة في النمو لتصبح قلعة للتراث السرياني في الوقت الذي كانت فيه انطاكية ترتدي مسوح الهلينية وقد ظلت كلا من هاتين المدينتين تتمسكان بقرارات مجمع نيقيا المسكوني حتى العقود الاولى من القرن الخامس. ولم يكن هناك اية بوادر تشير الى شقاق محتمل بين هذين المركزين الهامين للمسيحية المشرقية، وذلك حتى سنة 431 في مجمع افسس الاول. (عطية،2005، ص 303-304). وحينها تفجر الخلاف العقائدي حول المفهوم الكريستولوجي.
الكريستولوجيا
ان الكريستولوجيا هو علم يبحث في طبيعة المسيح نفسه. وكان أن المسيحيين في كل مكان ينطلقون في ايمانهم من تعليم الرسل والبشرى التي وصلت اليهم متضمنة تبني يسوع نفسه وصراحة لقب” ابن الله” (يوحنا، 10: 36)، وتبني الرسل للقيامة المجيدة كأساس لانطلاق البشرى الى العالم. وخلال القرنين الاولين انشغل المسيحيون في التعمق بمفاهيم دقيقة والدفاع عنها بكتابات وأقوال لا بل حتى الشهادة من اجلها بايمان عميق ( النوفلي،أدور، 2007).
الكريستولوجيا قبل القرنين الرابع والخامس
انطلقت الافكار اللاهوتية في المشرق الذي كانت لغته السريانية (الارامية) من خلفية رسولية وثقافة موغلة في القدم وخصائص راحت تتبلور رويدا رويدا من ضرورات الخلفية السياسية التي كانت تعيش فيها الكنيسة واستفحال العداء بين الدولتين الكبيرتين المسيطرتين على العالم الاوسط انذاك ( حبي، 1999، ص37).
ولم تكن هناك خلافات مذهبية لاهوتية شديدة التباين في الاراء لكيما تؤدي الى ابتعاد الكنائس عن بعضها البعض وبمعنى اخر بين الكنيسة في الشرق والكنيسة في الغرب. والاختلاف الذي نشأ من الداخل كان شديدا ادى الى انشقاق الكنيسة الى شرق وغرب، مذهب الطبيعتين في الشرق ومبدأ الطبيعة الواحدة في الغرب وما نقرأه في المصادر عن الغرب في عرف المشرقيين كان يقصد به مناطق غرب الفرات وليس الغرب في عرف اليوم او ما يقصد بها بلدان اوربا (ساكو، 1981، ص341-356).
لذا فالقرون الاولى ظهر الفكر اللاهوتي بسيطا واضحا وكما ورد لدى ططيانس في القرن الثاني( 120-189) جعل الله بدء كل شيء ثم الكلمة كانت فيه وجاء الى الوجود ويشبهه اذ قال “اننا نوقد من مشعل واحد نيران عديدة من دون ان ينطفئ المشعل ولا ان تنقص ناره باشتعال نيران كثيرة، كذلك الكلمة المولود من قدرة الاب، لا ينقض وجوده في الاب بخروجه منه.( الخطاب 4، 5) (قنشرين، بدون تاريخ).
هكذا كانت المفاهيم اللاهوتية بسيطة التعبير تستمد مصطلحاتها من واقع وبيئة الانسان نفسه وليس كتعابير الفلسفة الاغريقية التي كانت تحلق في الفكر المجرد. وظهر هذا اللاهوت وخاصة ما يتعلق بالكريستولوجي لدى مار شمعون برصباعي (+341) في القطع الطقسية التي ألفها، ويعقوب افراهاط الحكيم (+346) صاغ لاهوته ضمن بيناته الثلاثة والعشرين ويوضح ان التجسد هو حضور ملموس لكلمة الله، ويعتبر الاب البير ابونا ان افراهاط هو من وضع الاسس الاولى للاهوت الشرقي ( ابونا 1985، ص 57). أما القديس مار افرام (+373) فاوصاف افكاره بسيطة خالية من المصطلحات المعقدة، ومما قيل عن اختلاف الفكر بين الشرقيين والفكر الغربي المتمثل بالفلسفة الاغريقية واللاهوت الغربي هو “كان الغرب يتطلع إلى السماوات الزرقاء بشوق، أما الشرق فكان يبحث عن اللقاء مع الله في أعماق قلبه. كان الغرب يحبّ الأرض ويرى الدنيويات في السماء. أما الشرق فكان يحبّ السماء ويرى في الأشياء الأرضية رموزاً سماوية ويبحث عن الصور الأبدية في الدنيويات المؤقتة.” (كاريلين، بدون تاريخ).
ويؤكد برحذبشبا عربايا(605)، في كتابه “سبب تأسيس المدارس“، عن التقليد الجاري في مدرسة الرها، ويقول أن المفسرين كانوا يعتمدون – قبل انتشار شرح المفسر الكبير، أي تيودوروس المصيصي – كتابات القديس أفرام التي هي نقل لتعاليم أدي مؤسس الجماعة المسيحية الأولى في الرها. ( ابونا، 1985 ص 24). وفي كتاباته يقول مار افرام بطبيعتين في المسيح.
ويمثل هؤلاء الآباء كنيسة المشرق الموحدة التي لم يكن قد مسها الانشقاق بعد. اذ ان الانشطار حصل في القرن الخامس الى شطرين الاول الذي سمي بالكنيسة النسطورية والثاني الكنيسة السريانية اليعقوبية وهذه الاسماء اطلقت عليهما من قبل المناوئين لهما والمعتقدين باعتقادات مغايرة، ويعتقد الباحثون انه كانت هناك اسباب سياسية غذت هذا الانشطار.
مجامع كنيسة المشرق التي ناقشت مفهوم الكريستولوجيا
اختلفت اغراض واهداف عقد المجامع بحسب الاوضاع والظروف والدواعي التي كان يرى الآباء ضرورة معالجتها. ابرز هذه الدواعي كانت التظيم ووضع القوانين والدفاع عن ايمان الكنيسة ضد البدع والهرطقات. وما يهمنا هنا هي المجامع التي ناقشت مفهوم الكريستولوجيا ومنها:
مجمع مار اسحق 410
لقد كان هذا اول مجمع رسمي احتفظت الكنيسة بأعماله. تراس المجمع مار اسحق الجاثاليق ومار ماروثا الموفد من الغرب في كنيسة كوخي الكبرى التي في ساليق. واستمع الاساقفة الى الرسالة القادمة من قبل اساقفة الغرب (ابونا 1985، ص62). واهم ما ورد في مطلع نص مجمع مار اسحق انهم قبلوا “عقيدة ايمان ابائنا الاساقفة الثلاثمائة والثمانية عشر، وما اضاف اليها اساقفة الفرس” (حبي، ص58)، ويحدد الاباء غرض ذلك بقولهم انهم “بمجيئهم واجتماعهم تبطل الاراء المتضاربة، ولن يكون بعد انقسامات وخلافات، ويتم قبول ما ينبغي ويحق ان يتم من اجل نظام الكنيسة” (حبي، 1999، ص61).
اما لماذا تأخرت كنيسة المشرق من هذه الشركة مع الكنيسة الجامعة فتعود الى معاناتها من الاضطهادات الشنيعة التي مورست بحق رؤسائها وجاثليقها مار شمعون برصباعي وخلفاؤه ثم بقائها بلا رئيس مدة اربعين سنة خلال القرن الرابع وفقدت الكنيسة العديد من مؤمنيها.
ويهمش الاب حبي قائلا “يؤكد المجمع الاول لكنيسة المشرق ايمان هذه الكنيسة بالتقليد الرسولي، عقائديا وقانونيا، وقناعة راسخة بكنيسة المسيح الجامعة. وسوف يؤكد ذلك مجمع مار يهبالاها الذي ينعقد عام 420 بشكل صريح وتفصيلي. (حبي 1999، ص 81).
مجمع اقاق 486
انعقد مجمعان قبل هذا المجمع وكان ثانيهما مجمع مار داديشوع 424 قد اتخذ قرارات مهمة للتحرر من وصاية “الاباء الغربيين” ولرغبة اباء المجمع القضاء على النظرية التي كانت تعتبر المسيحيين في البلاد الفارسية حلفاء للامبراطورية الرومانية المسيحية واعداء لملك الملوك. كما مهدوا للاستقلال الاداري الذي سيؤدي قريبا الى الاستقلال العقائدي للكنيسة الشرقية (ابونا 1985، ص 77). ويقول الاب حبي ان هذه “اول مرة تعتمد كنيسة المشرق على نفسها كليا دون اللجوء الى “عون خارجي”. سواء من الدولة والحكم المدني ام من كنيسة الغرب ومسيحيته. (حبي 1999، ص 117).
بحلول القرن الخامس اشتدت تيارات الجدالات اللاهوتية في الغرب وتركزت حول الفكر الكريستولوجي بوجه خاص. حتى ظهر في مدرسة انطاكية اعتقادا تسيده تيودورس المصيصي وتأثر به نسطوريوس الذي اصبح بطريركا للقسطنطينية ودافع عنه مما حدا برجال كنائس اخرى لرفض آرائه. وبدأت الخصومة بين الكرسي الاسكندري والكرسي البيزنطي أو القسطنطيني. ادى هذا الخصام الى انعقاد مجمع افسس عام 431 بدافع من الامبراطور تاودوسيوس الثاني ليفض الخلاف الا ان ما حدث كان تحريم كل طرف للطرف الاخر في مجمعين مختلفين عقد الاول في 22 حزيران وعقد الثاني في 24 حزيران من العام ذاته. وفي عام 435 ارتقى كرسي الرها الاسقف هيبا الذي قام بنقل كتابات ” المفسّر” تيودوروس من اليونانية الى السريانية (ابونا 1985، ص85).
في الوقت الذي كانت الكنيسة في الغرب قد وقعت في جدالات كانت تعاليم تيودورس المصيصي وديودوروس الطرسوسي أو المذهب النسطوري حسب ما دعاه البعض، قد انتشرت في كنيسة المشرق عن طريق مدرسة الرها التي كانت وقتها اكبر مدرسة سريانية واشهر مركز لنشر الثقافة في الشرق.
وفي ذات المدرسة بدأ مذهب الطبيعة الواحدة او المونوفيزية بالتغلغل بين الاساتذة والتلاميذ واحاطت الكنيسة بخلافات وجدالات واضطهادات صعبة ادت الى نشوء شقاق في كنيسة المشرق ذاتها. وكان السبب هو الاحداث السياسية والدينية التي جرت في المنطقة الشرقية وكان لها دور هام في توجيه الامور فيها (ابونا 1985، ص 95).
فيتبنى قسم من الابرشيات مذهب الطبيعتين والاعتماد على تفاسير ديودورس الطرسوسي وثيودورس المصيصي في هذا المجال باعتباره منسجما والتقليد القويم. ويذهب قسم اخر مذهب الطبيعة الواحدة يتقبله بعض اساتذة مدرسة الرها وتلاميذها ويتغلغل في المشرق ككنيسة معارضة لكنيسة سلوقية- قطيسفون (المدائن) (حبي 1999، ص 143). وهنا مارس برصوما نفوذه لقتل واضطهاد الذين اعتنقوا المونوفيزية مذهبا ولتعيش الكنيسة احداثا دامية.
وهنا عقدت كنيسة المشرق النية والواقع في مجمع مار اقاق الذي سوف يكرس بداية الانحياز الى المذهب النسطوري (حبي 1999، ص 143). ويرد التعليم الكريستولوجي الخاص في هذا المجمع كما يلي :” وينبغي ان يكون ايماننا ايضا، فيما يخص تجسد ( تدبير) المسيح، بالاعتراف بالطبيعتين الالهية والبشرية، ولا يحق لاحد ان يتجاسر فيدخل الاختلاط، والمزج، او البلبلة في اختلاف هاتين الطبيعتين، ولكن، (الطبيعة) الالهية مع بقائها وديمومتها في خواصها، والبشرية في خواصها، توحدان في سمو واحد، وسجود واحد، اختلافات الطبيعتين، بسبب التلاحم الكامل واللامنحل للاهوت مع الناسوت. ” (حبي 1999، ص 167).
ولا شك ان هذا البيان قد انتقى تعابيره من تفاسير ثيودورس التي كان لها تأثير كبير على مدرسة الرها وتلاميذها، وبغلق المدرسة وانتقال معظم الاساتذة والتلاميذ الى نصيبين كرس هذا الفكر في عموم المسيحية ضمن الامبراطورية الفارسية.
مجمع مار بابي 497
فيما اكد مجمع مار بابي عام 497 على مقررات مجمع مار اقاق وما تضمنه من تعاليم بشأن الثالوث والمسيح (حبي 1999، ص 190) لم يتناول تفاصيل في الكريستولوجي بل كان هدفه الاساس هو مقاومة التفسخ الذي كانت تشيعه المزدكية بناء على رغبة الملك زامسب ووضع قوانين لتنظيم الزواج.
مجمع ما ابا 544
مرة اخرى اشتد الخلاف في الغرب بين المونوفيزيين والخلقيدونيين وتراشق الطرفان وبتدخل السياسيين في معظم الاحوال بالحرم. وتذبذب اساقفة الرها بين التعليمين الى ان تدخل الطرف النسطوري حيث تم اقامة مسيرة واكرام لديودورس وتيودورس و” القديس نسطوريوس” عام 519 في بلدة قورش وهي قرب انطاكيا. (ابونا 1985، ص 136).
مرت الكنيسة بفترة عصيبة وسادت الفوضى والمنافسة على الرئاسة كانت بأمس الحاجة الى من ينهض بها ويصلحها ويزيل آثار الرئاسة المزدوجة ( ابونا 1985، ص 124)، وهذا ما حصل على يد مصلح كبير اسمه مار ابا ويقول عنه الاب حبي انه كان عالما ومعلما ومفكرا ومؤلفا (حبي1999، ص 207) لذا عقد مجمعا عام 544 صدرت عنه عدة قرارات مهمة. ونشر العلامة شابو اربع وثائق من الست الباقية من اعمال مار ابا ومجمعه المتجول في متن الاعمال المجمعية الرسمية. وتتناول الوثيقة الثانية استقامة (ارثوذكسية) الايمان حيث يرد فيها:
” … كما انه بنعمة الروح القدس عرف التلاميذ ( التعليم) بدقة، فتعلموا من الروح القدس عينه ان المسيح ليس انسانا محضا وحسب، ولا الها مجردا من لباس الناسوت( البشرية) الذي تجلى فيه. بل ان المسيح اله وانسان، فهو ناسوت مسح (باللاهوت) بالمسحة، كما قيل: لاجل ذلك مسحك الله الهك مسحة الفرح اكثر من رفاقك (مزمور 44: 8)، وهو ما يعرفنا بالناسوت. وايضا: في البدء كان الكلمة (يوحنا 1: 1) وهو ما يظهر اللاهوت (الالوهية) الذي هو ازلي من الابد. ..
فعلمنا هكذا اسم المسيح بشأن الاب والابن والروح القدس، وفهمنا منه ما يخص ناسوته ( بشريته)، وبه ختام معتقد المسيحية بأسره.” ( حبي 1999، ص 272).
ويتضح من الوثيقة انها تستعرض صورة هذا الايمان الذي يظهر صحيح التعابير في خطوطه الكبرى فيما يخص الاعتراف بالثالوث وبوحدة الشخص في يسوع المسيح الذي هو اله واتخذ الطبيعة البشرية التي بها احتمل الالام والموت فداء عن البشر( ابونا 1985 ص 148). وبخصوص قانون الايمان فكان لا بد ان يتوضح رسميا في مرحلة ظهرت فيها الاختلافات المذهبية الشديدة ويضع النقاط على الحروف ويصدر ما ابا قانونه الاخير القائل ” اراؤنا كلنا نحن اساقفة المشرق مبنية على الامانة التي وضعها الثلاثمائة وثمانية عشر، وفي تفاسير الكتب على مار تياذورس.” وهكذا فالاشارة واضحة ان كنيسة المشرق ” تيودورية” اكثر من انها ” نسطورية” (حبي 1999، ص 235، و288).
مجمع مار يوسف 554
تطرق هذا المجمع الى صورة الايمان عموما حسب منظور كنيسة المشرق فيها تعابير واضحة ضد القائلين بالطبيعة الواحدة. فيقول المجمع :” لقد حفظنا قبل كل شيء المعتقد القويم القائل بكيانين (طبيعتين، تري كيانين) في المسيح، هما لاهوته (الوهيته) وناسوته (بشريته، ناشوثيه)، وحافظنا على خواص الكيانين (الطبيعتين)، وازلنا بذلك من الوسط جميع القلاقل والاضطرابات والتغيرات والاختلافات”.
مجمع مار حزقيال 576
اهم ما قام به هذا المجمع هي وضعه صورة ايمان بالثالوث والتجسد والفداء، اضافة الى تشريع قوانين اخرى ضد بدعة المصلين وفي تنظيم الحياة الكنسية. وورد في فكر المجمع الكريستولوجي:” لقد اتضع هو ذاته طوعا، من اجل خلاص طبيعتنا العتيقة، المستهلكة بافعال الخطيئة. اتخذها بلا انفصال هيكلا تاما لسكنى لاهوته، من مريم العذراء القديسة. حبل به وولد منها بقوة العلي، مسيحا متانسا ينبغي ان يعرف ويعترف به في طبيعتين: الله والانسان، وابن وحيد (واحد) (حبي 1999، ص 325). ولم يشر اي من مجمعي مار يوسف ومجمع مار حزقيال الى تيودورس او غيره كمفسرين او التطرق الى اي خلاف في عقيدة الكريستولوجي..
مجمع ايشوعياب الاول 585
هدف المجمع الى اكمال امرين تحديد الايمان القويم، وتحديدات شرائع الحياة الفاضلة والمعقولة، وفق تعليم الرسل (حبي 1999، ص 354). وكان السبب في انعقاد المجمع شرح قوانين المجامع السابقة والتاكيد عليها وكانت موجهة خاصة ضد مذهب الطبيعة الواحدة الذين صار لهم مطران في تكريت وضد انصار حنانا الحديابي (ابونا 1996، ص163). وكان حنانا في مدرسة نصيبين وظهرت في تعاليمه نزعات لا تلائم التعاليم الشرقية التقليدية وتم طرده من قبل بولس مطران نصيبين ولكنه عاد مديرا للمدرسة وتخلى عن تفاسير تيودورس المصيصي حتى وفاته سنة 610 منضما الى المذهب الخلقيدوني وكان لحملته ان احدثت ضجة كبيرة في كنيسة المشرق (ابونا 1996، ص 167- 168).
لذا حدد المجمع صورة الايمان التي تعتبر اوضح ما جاء من هذا النوع من الوثائق النسطورية (ابونا 1985، ص 165). فقد دبج آباء المجمع اعتراف كنيسة المشرق اللاهوتي ودافعوا عن تعاليم تيودورس المصيصي ودحضوا تفصيليا اراء الذين تجاسروا وتهجموا على ماهية الابن او الذين تهجموا على ماهية الروح القدس.
ويخلص المجمع الى القول في طبيعة المسيح قائلا: ” ونحن نعلّم، بشكل تام، بشأن شخص (فرصوفا) المسيح، وطبيعته الالهية والبشرية، ضد الذين ياخذون بالوهيته وينكرون بشريته، وضد من يعترفون ببشريته وينكرون الوهيته، وضد من ينكرون الوهيته معترفين انه انسان عادي، او يشبهونه بواحد من الابرار.” (حبي 1999، ص 359).
وتحكي العديد من المصادر القديمة قصة صورة الايمان التي وضعها مار ايشوعياب والتي اعلنها امام موريقي ملك الروم، حين ارسله كسرى ملك الفرس في وفادة، وطلب موريقي ان يكتب له مقاله في ايمان كنيسة المشرق، ففعل ايشوعياب (مجدل ماري 65). والجدير بالذكر ان الملك، ومن معه من كنسيين ولاهوتيين، راوا صورة ايمان جاثليق كنيسة المشرق سليمة، بحيث سمحوا له ان يشترك معهم في ذبيحة القداس ويتقرب من القربان الذي قدسه بطريركهم، وياتي قول الملك موريقي الشهير:” ان كان نسطوريس يقول بهذه المقالة التي كتبتها، فليس هو محروم. وان كان يقول بغيرها فهو محروم، فلا معنى لذكره انتم لنا ونحن لكم” (مجدل ماري 57، مجدل عمرو / صليبا 45- 46). (حبي 1999ص 431).
مجمع سبريشوع 596
يبدو ان كنيسة المشرق شعرت بخطورة المونوفيزية مرة اخرى واستفحال اتباع حنانا الحديابي، لذا فقد ركز هذا المجمع على بحث المسائل اللاهوتية، لا سيما بشان التجسد وطبيعتي المسيح ووحدتهما واشتراك الخصائص. وقام مرة اخرى بتكريس التعليم التيودوري بشكل لا يقبل الابتعاد عنه (حبي 1999، ص 440). وقد شن المجمع حملة قاسية على المصلين والتنديد بحنانا واتباعه فاذن الخطورة من الداخل شديدة وليس من الخارج.
ومما يذكر في هذا الصدد ان رهبان اديرة سنجار ونتيجة رغبتهم التخلص من صرامة غريغور اسقف نصيبين طلبوا عام 598 متعهدين للبطريرك بان يتمسكوا بايمان كنيسة المشرق وتفاسير مار تيودورس على ان يجعلهم تحت رئاسته. وكانت هذه الاديرة ثلاثا دير برقيطي والدير الجديد ودير ثالث الى الشرق لا يرد اسمه (حبي 1999، ص 441).
ويرد في هذا المجمع ما يخص الكريستولوجي بعد ان رأى الاساقفة ان يتم حفظ الايمان الصادق والرسولي للكنيسة الجامعة (الكاثوليكية)، والذي تسلمه آباؤهم من قبل الاباء المغبوطين والقديسين الثلاثمائة والثمانية عشر، الذين اجتمعوا في مدينة نيقية، وفق مشيئة روح الرب.
حيث يكتب الاباء في هذا المجمع :” اننا نقبل الفكر الراسخ الذي لابائنا القديسين، كما يعرضه الطوباوي تيودورس الانطاكي، اسقف مدينة مصيصة، مفسر الكتب المقدسة…
وانا نحرم ونبعد عن كل شركة معنا كل من ينكر الطبيعة (الكيان) الالهية والطبيعة البشرية لربنا يسوع المسيح، وكل من يدخل الخلط والمزج، التركيب او البلبلة في وحدة ابن الله..” (حبي 1999، ص 445).
مجمع غريغور 605
كانت ماتزال الاخطار الايمانية تحدق في كنيسة المشرق من المصلين واتباع حنانا وكانت الخلافات عادة تزداد عمقا بجعل السلطات المدنية تتدخل لصالح هذا الطرف او ذاك مما يزيد الطين بلة. وكانت الازمة التي مرت بكنيسة المشرق في عهد حنانا الحديابي فرصة مؤاتية للمونوفيزيين لاستغلالها لصالحهم (ابونا 1985، ص176). وخلا كرسي المدائن من جاثليق حتى عام 605، عندما انتخب غريغور الملفان. واستغل وجود الاساقفة في نفس العام وعقد مجمعا. فجدد هذا المجمع الحروم التي كان البطريرك السابق سبريشوع قد رشق بها مناوئي تعاليم كنيسة المشرق، مؤكدا تمسك كنيسته بتعاليم تيودورس المصيصي، بل مكرسا كتبه بشكل رسمي. (حبي 1999، ص 461-462).
“… لانه وفقا للكلام الرسولي” ..ربنا يسوع المسيح، الذي به اكتمل كل شيء: اله كامل، وانسان كامل. اله كامل في طبيعة الوهيته ( لاهوته)، وانسان كامل في طبيعة بشريته. الالهية محتفظة بخصائصها، والبشرية بخصائصها، متحدتان اتحادا صحيحا في الشخص ( فرصوفا، بروزوبون) الواحد للابن، المسيح. تشدد الالهية البشرية في الالم، كما هو مكتوب (يو 20 و21) دون ان يلحق بالالوهية تبدل او تغير باي شكل. (حبي 1999، ص 466).
ويؤكد المجمع كذلك مرجعية التفسير قائلا:” انه على كل منا ان يتسلم ويقتبل كل التفاسير والكتابات التي عملها المغبوط مار تيودورس المفسر اسقف مصيصة ، الشخص المؤتمن بالنعمة الالهية على كنز العهدين القديم والجديد،…” (حبي 1999، ص 446- 447).
ويذكر انه لم يعترف الشرقيون، حتى مجمع غريغور الأول(سنة ٦٠٥)، بأن مجمع بيث لافاط هو الذي كان قد قرر الاعتراف بشروح تيودوروس المصيصي كتفسير رسمي للكتاب المقدس في الكنيسة الشرقية، وذلك ردا على افتراءات أناس مغرضين على هذا المفسر الكبير (ابونا 1985، ص 105).
مجمع عام 612
لم يكن للكنيسة جاثليق بسبب قسم الملك ان لا يكون للكنيسة جاثليقا ما دام حيا اثناء خلاف له مع الملكة شيرين. لذا فمن قام بتدبير الكنيسة هو مار باباي الكبيرالذي كان رئيسا على دير ايزلا المعروف بالكبير،(حبي 1999، ص 475) وتسلم هذا ادارة الكنيسة وراح يطوف في المناطق ويتفقد الاديرة بصفة زائر رسمي مخول من قبل مجلس الاساقفة يسهر على الايمان ( ابونا 1985، ص 183).
لباباي الكبير كتابات ضخمة اهمها كتابه الشهير في الاتحاد ، اي اتحاد الالوهية والناسوت في المسيح. وهو عرض واف لمعتقد كنيسة المشرق فيما يخص الكلمة المتجسد، وفيه عناصر قريبة جدا من المعتقد الارثوذكسي. فهو يعيد الالفاظ المكرسة في التقليد الشرقي: اخذ، سكنى، هيكل، ثوب، انصياع.. ، ولكنه يقر ان هذه الالفاظ لا تفي بالغرض اذا كانت معزولة، لان الاتحاد غير الموصوف وغير المدرك يتم حسب جميعها وفوق كل تلك التعابير مجتمعة (ابونا 1996، ص 180).
وبينما ينفي النساطرة الاسبقون حقيقة اشتراك الاوصاف او الخواص، يعترف باباي بوجود ” تبادل في الاسماء”. ولكنه يعارض بشدة فكرة شرح الاتحاد في المسيح بتشبيه اتحاد النفس والجسد. (ابونا 1996، ص 181).
كان غرض اجتماع الاساقفة هذا وليس المجمع هو اقامة مناظرة عامة بين المشارقة والمغاربة، زعماء كنيسة المشرق التي كرسيها سلوقية طيسفون من جهة، وابرز وجوه جناح الكنيسة السريانية الانطاكية من الجهة الاخرى (حبي 1999، ص 476). وخاصة وان فراغ الكرسي الجاثاليقي اتاح للخصوم لكي يزدادوا قوة وامتدادا في المملكة الفارسية (ابونا 1985، ص 179).
واشتملت المناظرة على مواضيع دينية لاهوتية اهمها في التدبير الالهي، لا سيما فيما يخص التأنس ومحاولة شرح اتحاد الالوهية والبشرية في المسيح يسوع، فهي نقطة الخلاف الاساس بين المذهبين المشرقي والمغربي. (حبي 1999، ص 476).
مجمع مار كيوركيس الاول 676
انعقد هذا المجمع في قطر في جزيرة ديرين او داراي اثناء ذهاب الجاثاليق الى بيث قطرايي لاصلاح المشكل القائمة هناك (حبي 1999، ص 503). وان كان الهدف من المجمع التأكيد على ما سبق وحددته مجامع سابقة وتنظيم امور اخرى بما يناسب اوضاع تلك الاماكن البعيدة عن مركز كنيسة المشرق (حبي 1999، ص504). الا ان ناشري نصوص المجامع اضافوا الى ذيل هذا المجمع رسالة وجهها البطريرك كوركيس الى كاهن خوراسقف اسمه مينا، من بلاد فارس تحدث فيها عن لاهوت المسيح وناسوته (حبي 1999، ص504). شرح فيها ايمان الكنيسة وتعليمها بشأن الثالوث وتدبير الخلاص وطبيعتي يسوع المسيح الالهية والبشرية واتحادهما وخواصهما ويستشهد مطولا بالانجيل المقدس وكتابات الاباء والقديسين.
مجمع مار حنانيشوع الثاني 775 ، مجمع مار طيمثاوس الاول 790 ومجمع مار طيمثاوس الثاني 1318
هدفت هذه المجامع بشكل عام الى تقنين ضوابط وامور تنظيمية في كنيسة المشرق واهمها مجمع مار طيمثاوس الثاني المنعقد سنة 1318، وفيه تم تكريس كتابي المطران عبديشوع الصوباوي القانونيين دستورا لكنيسة المشرق( حبي 1999، ص 46). كتاب ( مرهنتةا ) المرجانة او الجوهرة في صحة الايمان ويعتقد ان تم وضعه عام 1398 او لعلها 1298 حسب ساكو (ساكو1978، ص 3) يستعرض فيه ايمان اللاهوت الشرقي الرسمي في المرحلة الاخيرة من تطوره (ابونا 1996، ص 406) متناولا وجود الله والخلقة والتجسد والفداء والثالوث الاقدس، واسرار الكنيسة والحياة الآخرة. ( ساكو 1978، ص 3).
الخلاصة
لقد طورت كنيسة المشرق اعتقادها الكريستولوجي على شكل سلسلة من طروحات مضادة لمعتقدات ناقضت تقاليدها. ( Seleznyov 2002، ص 197) وعاشت الكنيسة في ظل ارتياب دائم من السلطات الحاكمة حول ولاء ابنائها للمملكة الفارسية وعانت من اضطهادات شرسة رغم محاولة آبائها ابعاد هذه الريبة بالاخلاص للملوك المتعاقبين. وطبيعي ان الحكومات الفارسية المختلفة كانت ترغب، في ان تظل الكنيسة المسيحية في ايران مستقلة عن الكنيسة البيزنطية، وان تكون طقوسها وتعاليمها مختلفة عن الطقوس الارثوذكسية السائدة آنذاك ( بيغوليفسكايا 1979، ص 98). وهذا كان سببا مضافا الى الاسباب الداخلية التي ظهرت في تبني اعتقادات وصيغ ايمانية مختلفة جاءت من خارج منطقة الكنيسة لتشطرها الى شطرين. وما زاد من عزلة الكنيسة الاجتهادات العديدة التي برزت في الغرب واستخدمت تعابير خاصة بعلمها اللاهوتي المستقاة من فلسفتها، واختلفت في تفسير تعابير كنيسة المشرق في الطبيعة والاقنوم والشخص ادى الى نسبتها الى نسطورس الذي لم يكن يوما بطريركا عليها او اسقفا لها. واذ كان العرف بالتحريم انذاك قائما فقد حرم نسطورس في المجامع الغربية وانسحب الحرم على الكنيسة واتباعها. ولكن بقاء هذه الكنيسة يأتي بما تميزت به من روحانية عميقة، يزكيها دماء اعداد لا تحصى من الشهداء ( عطية 2005، ص 543).
واحدى اهم صفات هذه الكنيسة مجمعيتها التي غذت مسيرتها وخاصة العقائدية دهورا طويلا . وكانت الغاية من كل مجمع، إعادة النظر في القوانين والرد على الهرطقات التي كانت تظهر هنا وهناك ولتوثيق الأواصر فيما بين الابرشيات القريبة والبعيدة للخروج من الازمات الحادّة التي كانت تواجهها. وارتكز ايمان الكنيسة الكريستولوجي على آراء الآباء والمجامع المسكونية وبالاصغاء المؤسس على الكتاب المقدس.
ان ايمان كنيسة المشرق بقي هو نفسه ذلك الايمان الذي استلموه من الرسل وثبته اباء الكنيسة الجامعة وتحتاج الكنيسة الى اجراء العديد من البحوث والدراسات العميقة لمجامع كنيسة المشرق وتاثير التيارات الفلسفية واستخدام المصطلحات ومعانيها في مختلف التيارات انذاك، لايضاح ان تعليمها صحيح لا يخالف تعليم الكنيسة الجامعة وكشف سوء الفهم بل عدم فهم المصطلحات الفلسفية الشارحة وطريقة فهمها الذي دام قرونا.
المصادر والمراجع
- عطية، عزيز سوريال، (2005)، تاريخ المسيحية الشرقية، ، ترجمة اسحاق عبيد، المجلس الاعلى للثقافة، القاهرة)
- صفير، الكاردينال مار نصر الله بطرس، (2003)، في المجمع ألبطريركي الماروني، وهي الرسالة الثامنة عشرة التي يوجّهها نيافته الى أبنائه الموارنة اكليروساً وعلمانيين في مناسبة الصوم الكبير). http://www.maronitesynod.com/pat-letter.htm يوم 28 حزيران 2012، الساعة الثامنة والنصف صباحا.
- الكتاب المقدس (1994) الطبعة الثالثة، جمعيات الكتاب المقدس في المشرق، دار المشرق بيروت)
- الاب يوسف حبي (1999)، مجامع كنيسة المشرق، منشورات كلية اللاهوت الحبرية، جامعة الروح القدس- الكسليك، لبنان.
- (أدور هرمز ججو النوفلي، 2007، تطوّر الفكر اللاهوتي في كنيسة المشرق، في http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=13980). في 15/7/2012.
- ساكو، الاب لويس، 1981، مجلة بين النهرين 9- لسنة 1981، ص 341- 356 في حبي، 1999، مجامع كنيسة المشرق، بيروت ص 38.
- أبونا، الاب البير، 1985، تاريخ الكنيسة الشرقية، الجزء الاول من انتشار المسيحية حتى مجيء الاسلام، الطبعة الثانية بغداد.
- ابونا، الاب البير (1996)، ادب اللغة الارامية. الطبعة الثانية. دار المشرق. بيروت.
- كاريلين، الارشمندريت رافائيل، خصائص التفكير الديني للشرق والغرب، ترجمة الاخت يوليا بيتروفا، في http://www.serafemsarof.com/mag/index.php?option=com_content&task=view&id=334&Itemid=126 في 20/7/2012.
- بيغوليفسكايا،نينا، 1979، ثقافة السريان في القرون الوسطى، ترجمة خلف الجراد، معهد الاستشراق التابع لاكاديمة العلوم السوفيتية، موسكو، دار العلم.
- قنشرين، بدون تاريخ، ططيانس ، موسوعة قنشرين للآباء والقديسين في http://qenshrin.com/saint/saintinfo.php?id=164 في 29/ 7/ 2012.
- ساكو، الاب لويس، 1978، الجوهرة، خلاصة لاهوتية، تاليف العلامة لشهير مار عبديشوع الصوباوي، نقله الى العربية وعلق عليه.
- Seleznyov, Nikolai,(2002), The Christology of the Assyrian Church of the East, euroasiatica, Moscow)