وبرب واحد يسوع المسيح
وبرب واحد يسوع المسيح
سناء ايليهو كوركيس
إن صيغة قانون الايمان النيقاوي الذي أجمع عليه الآباء الـ 318 سنة 325م في مدينة نيقيه التي في بيتونيا حيث عُقد فيها مجمع في عهد قسطنطينوس ملك الملوك. وهذا القانون تم اقراره سنة 381م في المجمع المسكوني الذي حضره 150 من الآباء في مدينة بيزنطيه.
اتفق آباء الكنيسة في صيغة هذا القانون بخصوص يسوع المسيح، بقولهم نؤمن برب واحد يسوع المسيح، حيث اعترف الآباء بوضوح بالأقانيم الثلاثة المقدسة لأنهم كرزوا بألوهية كاملة في المسيح ربنا.
فبتساوي الطبيعة والوجود، وتساوي السيادة والوحدة والالوهية التي في الله تجعلنا نعترف أن المسيح هو الرب الإله القوي الذي له وجود أزلي غير مائت. وهكذا شهد سمعان بطرس “فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحا” ( أع 2: 36 )، كذلك فعل مار توما الرسول الذي سبق وأن أعترف بألوهية يسوع المسيح، حينما كان حاضرا مع التلاميذ الآخرين ووبشروه برؤية يسوع قال لهم: ” إن لم أبصر في يديه أثر المسامير، واضع إصبعي في أثر المسامير واضع يدي على جنبه لا أومن”. ولكن عندما رآه ولمسه عندها اعترف قائلاً: “ربي وإلهي” ( يو 20: 25-28 )، اي انه اعترف بيسوع الناسوت، وفي الوقت ذاته بألوهيته النابعة من ذات الله الآب.
لم يضف الآباء قائلين: “برب واحد الابن”، كما في:” إله واحد الآب”، لكن أكدوا على القول :” برب واحد يسوع المسيح”. وهو كما يعرف الجميع إنها إشارة للناسوت الذي أتخذه الله الكلمة، وهو ما قاله بولس الرسول: ” فلأنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً” ( كو 2: 9 ).
ان الرسل والإنجيليين يعلّموننا أن نؤمن بأننا عندما نقول المسيح نعني بذلك طبيعتين، أي خصوصية الوهيته التي من الآب ( يو 9: 11 ) وخصوصية ناسوته التي من الأم المنحدرة من ذرية داود وإبراهيم ( مت 1: 1 ؛ لو 1: 32 ؛ عب 2: 16 ).
لهذا علمنا آباؤنا الأولون، أفرام الكبير، وباباي صديق الملائكة، الاعتراف مثلهم ونقول: لا الوهيته من طبيعة الأم، ولا ناسوته من طبيعة الآب. الطبيعتان محفوظتان في أقنوميهما بشخص البنوة الواحدة.
بهذا أصبحت مثبتة ثنائية الأقانيم التي في المسيح، أقنوم الطبيعة وخصوصية الالوهة، وأقنوم الطبيعة وخصوصية الناسوت في شخص واحد يسوع المسيح.
هكذا علم آباء الكنيسة الرسولية الجامعة المشرقية، الاعتراف بالابن المسيح حيث يقولون: نسجد يارب لالوهيتك ولناسوتك بدون انقسام، لأن القوة هي واحدة والسيادة واحدة والإرادة واحدة والمجد واحد، إلى أبد الأبدين، آمين.
وبهذا وضع الآباء تعليما نقيا خالصا يختلف اختلافا حقيقيا عن تعليم السيمونيين وأتباع مناندروس وتفسيرهم الخاطئ الذي يقول أن الله الكلمة لم يأخذ الناسوت من مريم، وأيضاً يُفقِدون المسيح ربنا إنسانيته، وكأن الله بالفنطازية (الخيال) أظهر نفسه لنا كإنسان، لم يكن له قط إنسانية طبيعية من مريم، لذا فقد حرمتهم الكنيسة هم وبنو تعليمهم.
لكن نحن أصبحنا متأكدين وواثقين من إيماننا، حيث أن الله الكلمة، أو كلمة الآب، أخذ ناسوتا كاملا كما قال:” قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان” ( يو 12: 23 )، ابن الإنسان يدعو ناسوته الحق والكامل الذي من بيت داود وإبراهيم ( لو 1: 32 ) بالدم واللحم والفكر والنفس والإرادة ( يو 5: 30 و 6: 38 ؛ مر 14: 36 ) لكن بدون دنس الخطيئة.
ويشهد الرسول بولس أن الإنسان يسوع المسيح، هو إناء الروح (1 تي 2: 5).