عبد الله بن الطيب
عبد الله بن الطيب
الاب يوسف جزراوي
هو ابو الفرج عبد الله ابن الطيب البغدادي[1]. ابصر النور في بغداد سنة 980 م. نال العلوم على يد ابن زرعة[2] وابن الخمار[3].
عُرف منذ صباه بحبه للمعرفة، فأجهد نفسه على الدراسة والتعلم ومال إلى التدين والزهد حتى صار قسيسًا[4]. ونظرا لعلمه ومنزلته ولما تحلى به من صفات نبيلة اتخذه الجاثاليق ( البطريرك بلغة اليوم ) يوحنّا بن نازك[5] جاثاليق كنيسة المشرق (ت 1022 م ) كاتبًا له وأمينًا لسرّه. وبقيَّ في هذا المنصب حتّى في عهد الجاثاليق ايليا الأول[6]. حضيَّ بمحبة حاكم بغداد والبصرة جلال الدين البويهي المتوفي سنة 1044 م.
عاش ابن الطيب في بغداد على أيام الخليفة القادر ( 991 – 1031 م )[7]. والخليفة القائم ( 1031 – 1075 م ) من السلالة البويهية. تجمع المصادر التي في حوزتنا على ان ابن الطيب هو واحد من أبرز رجال مدرسة بغداد في القرن الحادي عشر الميلادي. وإنه علم من أعلام تلك المدرسة العريقة التي قدمت الكثير والكثير في زمانها.
إنه القسيس الفاضل والطبيب والمُعلم والفيلسوف الحكيم، اللاهوتي والمُشرّع القانوني والمُصنّف القدير والمترجم البارع. إنّه إذا جاز التعبير موسوعة بكل ما في الكلمة من معنى، فلم يقتصر نشاطه على مجال واحد من مجالات العلوم والمعارف.
عرف عنه بانه ذو احساس مُرهف كما امتاز بصفة التفنيد، بحيث كان يُفند الغاز أعدائه.
وصفه ابن أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء: ” بأنه كاتب الجاثاليق ( البطريرك ) ومن المتميزين بين نصارى بغداد، نال عن جدارة لقب شيخ الأطباء “. كما وصفه القفطي في كتابه تاريخ الحكماء ( ص 23 ) بما يلي: ” …. فيلسوف عراقي فاضل مطلع على كتب الأوائل واقاويلهم، مُجتهد في البحث والتفتيش، وبسط القول، اعتنى بشرح الكتب القديمة في المنطق وأنواع الحكمة من تواليف ارسطو طاليس، ومن الطب كتب جالينوس، وبسط الكتب التي تولي شرحا بسيطًا شافيًا قصد به التعليم والتفهيم “.
كما انه فسر الكتاب المقدس بكامله ووضع مقالات أملتها عليه الظروف[8]. من هذا نفهم بأن صاحبنا كان مُطلعًا على امهات وبطون المصادر وعرف كيف يقرأ حاضره على ضوء كتاباته وحكمة القدماء، وبالذات حكمة اليونان، فقد كان أشبه بهمزة الوصل في نقل الثقافة اليونانية إلى العربية بواسطة شقيقتها السريانية.
تذكر المصادر انه صاحب حلقة درس في المستشفى العضدي يُدرّس فيها طلبة العلم ومنه ينهلون العلوم والمعارف. وفيه يُعالج المرضى ايضًا. كما كان له أيضًا حلقة درس في بيت الحكمة البغدادي يُعلم فيها الفلسفة والمنطق والطبيعة[9].
كان يُتقن اللغة السريانية والعربية واليونانية، وقد أخطأ من قال بإجادته للغة اللاتينية.
لبراعته في السريانية وتمكنه منها قام بنقل كتاب الدياطسرون[10] من السريانية إلى العربية، علاوة على ذلك، نقل بعض من الترجمات المكتوبة بالسريانية الى العربية، تسهيلاً للمُطالعين الذين لا يحسنون قراءة السريانية. ومن اهم كتبه التي وضعها بالعربية هي ” فقه النصرانية ” وكتبًا في الإرث وشرحًا للعهدين القديم والجديد أسماه ” فردوس النصرانية “[11].
له قدرة كبيرة على التصنيف في شتى فنون المعرفة. وما هو مُتفق عليه بأن مُعظم تصانيفه كانت مُتداولة والتي مازال العديد منها لم يرى النور هي من إملاء لفظه على طلبته وليست بخط يده.
حظيت مؤلفاته بالشهرة وتداولت بين الأطباء والفلاسفة والحكماء ووصلت شهرته إلى أقاصي الأرض حتّى بات محبو العلم والبحث والحكمة يقصدونه من سائر البلدان والإستفادة منه والإشتغال عنده، وفي هذا الصدد له قصّة جميلة مع رجلين طالبي علم من بلاد العجم[12].
عالج المرضى في بيمارستان العضدي[13] وعلم فيه سنين عديدة علوم الطب وكان الخليفة القائم بأمر الله ( ت 1075 م ) قد عينه رئيسًا على الأطباء فيه. عُرف ايضًا عن ابن الطيب بحبه للكنيسة، كنيسة المشرق العريقة، فقد حمل همّها، إذ يعرف هذا الكاهن الفاضل في مُقدمة كتابه فردوس النصرانية حال الكنيسة التي كانت تُعاني من الجهل واللامبالاة، فكتب كلمات تعكس ما كان يجول في فكره إزاء واقع كنيسته في عصره فيقول: ” لما شاهدتُ علوم الكنيسة المقدسة وقد دثرت ولم يبق احدًا من الكهنة الأكابر يفتح كتابًا ولا يقرأ تفسيرًا ولا عالمًا، إلا النفر القليل، فرأيتُ أن أجمع سائر تفاسير الكتب الحديثة والعتيقة باختصار في العربية “[14].
توفيّ ابن الطيب في بغداد سنة 1043 م ودفِن في كنيسة دُرتا[15]. ويذكر العلامة الأب يوسف حَبّي ( رحمه الله)، انه كان قد كُتبت على قبره عبارة فيلسوف شهير، وقد خربته الفيضانات سنة 1300 م[16].
انتقل ابن الطيب إلى دار البقاء عن عمر ناهز الثالثة والستين عامًا ( 980 – 1043 م )، لكنه ترك بعده إرثًا عميقًا، قد حفر لاسمه البقاء المجيد.
ترك بصماته في اكثر من حقل وله آثار خلّدت اسمه إلى يومنا هذا، ومن الممكن تقسيم آثاره إلى أربعة أقسام أساسية وهي: الطب، الفلسفة، الفقه والتفاسير الكتابية، متفرقات[17]. ولا نميل للتوسع بها لأن اكثر من باحث كان قد تصدى لها مُسبقًا، لذا تلافينا الإعادة والتكرار، وإيمانًا منّا بأننا لن نضيف إليها شيئًا جديدًا، فاكتفينا بذكرها فقط.
من تفاسيره الكتابية الأخيرة التي رأت النور هي تفسيره (تعليقه) على سفر الأمثال (حكمة سليمان)[18]، الذي لم يُقدم فيه شروحات واسعة، بل تفاسير قصيرة وأحيانًا يقدمها بدون أي تسلسل منطقي، ويكتفي أحيانًا بشرح بعض الكلمات التي قد تكون غامضة المعاني إن كانت عربية أو سريانية[19]. كذلك تفسيره لرسالة بولس الأولى إلى الكورنثيين[20]. ويشير البعض إلى أن ابن الطيب لم يكُن متمكنًا من اللغة العربية، زاعمين ان مَن يطّلع على كتاباته أو تفاسيره التي هي في مُتناول اليد سيرى بأنها لم تخلُ من الأخطاء! ولعل السبب يكمن بأن معظم آثاره التي وصلت إلينا هي عبارة عن دروس قدمها لتلاميذه، أو إجابات شفهية عن أسئلة تلاميذته، فمثلا: تفسيره لسفر الامثال قد وصل إلينا عبر ملاحظات تلاميذه المُدونة تحريريًا. ومن يطّلع على آثاره سيرى انها لم تخلُ من التكرار والإجترار ايضًا، هذا ما إلتمسناه في قرائتنا لمقالته في ” التثليث ” التي عمل على تحقيقها ونشرها الأب سمير خليل اليسوعي، وكذلك من تفسيره لسفر الأمثال ( النص العربي ) الذي ذكرناه سلفًا. ومهما يكن من أمر فان ابن الطيب كما أسلفنا يُعد أحد أعمدة النهضة الفكرية والثقافية والروحية لبغداد ولكنيسة المشرق في عصره.
ابن الطيب ودوره في النهضة الفكرية والثقافية لبغداد
وضع ابن الطيب حجارة رائعة في صرح الحضارة العربية في عصرها الذهبي إبّان العهد العباسي، إذ اتسمت هذه الفترة بالإستقرار، مما شجع على تقدم الفكر والعلوم بسبب انفتاح خلفاء بني العباس. ففي عهدهم دخلت مسيحية المشرق عصرًا جديدًا، بعد اضطهادات وسفك دماء وظروف صعبة في أيام حكم ملوك الفرس، ومن يتتبع تاريخ هذه المرحلة سيرى ان كل شيء كان يبدو مُهيئًا لانفتاح عهد حضاري جديد، فانفتحت الأبواب على مصراعيها أمام أصحاب الفكر والعلم والأدب، فتمكنوا من إظهار مواهبهم وتطوير علومهم بفضل احتضان خلفاء بني العباس لهم.
فيشهد لنا التاريخ بان اطباء الخلافة العباسية كانوا عادًة من المسيحيين، وكانت العلاقة بينهم وبين الخلفاء علاقة ود واعتزاز. ولا مغالاة ان قلت: بأن أغلب الخلفاء كانت تربطهم باطبائهم علاقة صداقة واحترام، ويطيب لنا أن نتساءل: هل كان ابن الطيب طبيبًا شخصيًا للخليفة القائم؟ ولمَ لا! فنحن نرجح ذلك، فهذا الخليفة بالذات كان يكن له احتراما جمًا ويثق به ثقة مُطلقة، لذا كان قد عينه رئيسا على الاطباء في بيمارستان العضدي، وإن دلّ هذا على شيء، فإنه يدل على مكانة الرجل بين أطباء عصره وتقدمه عليهم. فليس من المعقول أو من المقبول أن لا يستشيره الخليفة في اموره الصحية المُستعصية وهو من ابرز أطباء عصره وأجهدهم[21].
ويفيدنا التاريخ ايضًا بأن الخلفاء بذلوا اموالاً طائلة للحصول على كتب العلوم والفلسفة من بلاد الروم ومن الحضارة اليونانية، فقاموا بجمع النصوص القديمة وقام المشتغلون بتحقيقها ونقل محتواها إلى السريانية والعربية بعد إجراء التعديلات وليست “تحريفات “، لاسيما فيما يخص المُعتقد. وتجدر الإشارة ان طبيعة العمل كانت جماعية، عمل أسهم فيه الكثيرون.
ختامًا
سيبقى ابن الطيب واحدًا من اولئك الذين ساهموا في إثراء الأدب السرياني والتراث العربي، فقد كان جسر الصلة بين اليونانية والسريانية والعربية، ويمكننا التأكيد على أن العصر العباسي الذي اتسم بتفتح عقلية الفاتحين والحاكمين واحتضانهم للعلماء واصحاب الفكر قد مرَّ بحقبتين كمّلت إحداهما الأخرى، فالحقبة الأولى كانت كانت عصر الغرس وبذر البذور، فجاءت الحقبة الثانية للحصاد وجَني الثمار، واننا نضع ابن الطيب في الحقبة الثانية، فقد عمل على قراءة النصوص المُترجمة من قِبل المُترجمين الأوائل وتفسيرها وجني الثمار الناضجة، إذ كان أبو الفرج قد صب جهده لتصحيح الترجمات السابقة لما احتوته من أخطاء، والسبب في ذلك ان الذين ترجموا من اليونانية لم يكونوا يدركوا بشكل ممتاز الكتب التي يعملون على نقلها من اليونانية إلى السريانية ثم إلى العربية، ناهيك عن التحريف الذي تم خلال عملية النقل هذه التي تتم عبر اللغات الثلاثة التي تم ذكرها قبل قليل.
وما هو مُتفق عليه ان الترجمة فن شاق، فهي اصعب من التاليف لأن المؤلف حرّ في تصوير وتجسيد وتنسيق ألفاظه وافكاره. أما المُترجم والناقل فهو مُقيّد بمعاني النص الأصلي وألفاظه، ولا مغالاة ان قلت ان ابن الطيب كان من اولئك الذين استوعبوا اللغة الفلسفية وتمكنوا من سبر اغوارها مُستفيدًا من ضبطه للغة الفلسفية المُترجم منها وإليها.
كثيرًا ما غالى المؤرخون والباحثون فنسبوا كل فكر وعلم ونهضة تمت إلى الحقبة الأولى! نحن هنا لا نريد أن نُقلل من شأن هذه الحقبة وننكر فضلها في بعث حركة الترجمة، لكننا نود تعميم حقيقة جلية مفادها: ان جهود الحقبة الأولى نضجت، بل ازدهرت في الحقبة الثانية، وفي هذه الحقبة بالذات غدت بغداد أم العلوم[22]. ولا يمكن أن تكتمل ملامح اللوحة الزاهية التي رسمها علماء ومُترجمي وأطباء بغداد دون الوقوف على جهود (مسيحيّ بغداد)[23] وخصوصًا على جهود ابن الطيب الذي ترك بصماته في أكثر من حقل، خلال هذه الحقبة المُشرقة.
أخيرًا، ابن الطيب، الكاهن الفيلسوف، الطبيب والمُفسر المسيحي العراقي المُبدع، قد عرفناه طبيبًا أمينًا لمهنته وكاهنًا مُحبًا لدعوته وكنيسته، وعراقيًا أصيلاً لبلده، وحكيمًا مولعًا بحب الفلسفة والمنطق، ولاهوتيًا ومُفكرًا كتابيًا، ومُصنفًا ومُترجمًا، انه والحق يُقال صرح حضاري ذو قيمة كبرى، ليس من السهولة نكرانه أو التخلّي عنه. إنه متعة للدارسين وزاد لطريقهم.
[1] ذكر الاب سمير خليل اليسوعي في تحقيق مقالة ابن الطيب في التثليث المنشور في مجلة بين النهرين عدد 1976، 16 ص 365، بأنه من عباد. من المحتمل ان جذوره تعود لهذه القبيلة المسيحية، لكنه بغدادي الاصل.
[2] هو ابو علي بن اسحق بن زرعة بن مرقس بن زرعة من مسيحي بغداد البارزين في عصره. كان ماهرًا في علم المنطق والفلسفة وواحدًا من النقلة الجيدين. رأى النور في بغداد سنة 941 م. كان العامة يكنون له احترامًا جمًا تقديرًا لمنزلته العالمية، فتتلمذ على يده كبار الاطباء مثل ابن كشكر والحراني وابن الطيب. توفي سنة 1006 م بحسب رواية ابن النديم.
[3] (( وهو الطبيب ابو الخير)) ابصر نور الحياة في بغداد سنة 942 م تميز باتقانه السريانية والعربية. وامتاز ايضًا بحذاقته بصناعة الطب والتبحر في الحكمة. تتلمذ على يد يحيى بن عدي، نقل كتبًا كثيرة من السريانية الى العربية. وصفه ابن ابي صبيعة: ” لقد وفى صناعته ( الطب ) حقها بتواضع للضعفاء وبتعاظم على العظماء “. وصفه الأب لويس شيخو اليسوعي في كتابه علماء النصرانية في الاسلام بما يلي: انه في نهاية الذكاء والفطنة والاطلاع بعلوم اصحابه. (علماء النصرانية ص 63 ).
[4] ذكر الأب ( المطران ) جاك اسحق في تحقيق مقالة في التوبة لابن الطيب: تؤكد مخطوطات عدّة بأنه راهب وقسيس. ( انظر مجلة بين النهرين ع 67، 1989، ص 41 ). وكذلك اتت على ذكر هذا الرأي الاخت لوسي شماس في اطروحتها عن تفسير حكمة سليمان ( سفر الأمثال ) لابن الطيب، 1999 ص 3. لكننا لا نميل إلى هذا الرأي، لان ابن الطيب وبحسب ما فهمناه من المصادر كان يعيش في بيته الخاص به. وهنا نتساءل: أليس الرهبان يعيشون في صوامعهم داخل أديرتهم؟ لذا فابن الطيب كاهنًا من كهنة كنيسة المشرق وليس راهبًا ولم أطالع مصدرًا قديما أو حديثًا يروي خبرًا عن ترهب ابن الطيب، أو ينعته بالراهب، بل قسيسًا فاضلاً. ومع ذلك نحن لا نجزم الراي وندع الباب مفتوحًا للباحثين الأفاضل.
[5] من معلثا، ترهب في دير ايشوعياب ثم أقيم رئيسًا للدير نفسه. رسمه الجاثاليق ماري بن طوبا أسقفًا على الحيرة وعلى أثر وفاة الجاثاليق يوحنّا بن عيسى انتُخب جاثاليقًا ونُصب في 19 تشرين الثاني 1012 م. توفيّ بتاريخ 21 تموز 1012 م. بعد سنوات من الخدمة شهد خلالها ظروفًا صعبة.
[6] أبصر نور الحياة في كرخ جذان، تلقى العلوم في مدرسة المدائن ثم رُسم كاهنًا. أقامه الجاثاليق يوانيس أسقفًا على ابرشية الطيرهان. انتُخب جاثاليقا في 16 حزيران سنة 1028 م على اثر وفاة الجاثاليق ايشو عياب الرابع. عرف عنه بعمق الثقافة وحسن الإدارة. وضع مقالات في الحق المدني والإرث والزواج. توفيّ في 6 أيار شنة 1049 م ودفن في دار الروم في كنيسة السيدة. وتذكر المصادر انه قضى أواخر حياته مُقعدًا ( جالسًا ) لا يقوى على الحركة، حتّى انه رسم احد الاساقفة وهو جالس على الكرسي.
[7] هو القادر بالله ابو العباس أحمد بن اسحق ابن المقتدر. عرف بمحبته للعلوم، فهو الذي أوعز سنة 993 م إلى الوزير ابي نصر سابور بن أردشير أن يبتاع دار في الكرخ ويعمرها وقد سمّاها ” دار العلم ” وجعلها في خدمة العلماء ووقف بها كتبًا كثيرة. اتسمت فترة خلافته بالفوضى وكانت أحوال المسيحيين لا تُحسد عليها. توفي سنة 1031 م.
[8] انظر مقال النفيس للأب د. يوسف حَبّي: أبو الفرج عبد الله بن الطيب، مجلة المجمع العلمي العراقي، المُجلد 33، ج 2، 1982، ص 252.
[9] د. علي حسين الجابري: أبو الفرج بن الطيب البغدادي، بغداد 2002، ص 180.
[10] الانجيل الذي جمعه ططيانوس الآشوري من البشائر الأربعة في القرن الثاني الميلادي وجعله في كتاب واحد بالدياطسرون.
[11] نقلا عن كتاب الأب البير أبونا: تاريخ الكنيسة الشرقية ج 2، 225.
[12] راجع الكتاب النفيس للأب د. بطرس حداد: عِبر من كتب التراث، بغداد 2003، ص 22 – 25.
[13] أسسه عضد الدولة بن بويا الذي كان محبًا للعلم والثقافة، فجمع الأطباء والعلماء والحكماء فيه. وكلمة بيمارستان فارسية مركبة من كلمتين الأولى ( بيمار ) وتعني مريض أو مرضى والثانية ( ستان ) التي تعني مكان أو دار، فهي إذا مكان أو دار للمرضى فقط، بل كانت ايضًا معاهد علمية ومدارس لتعليم الطب. ( للمزيد انظر كتاب تاريخ البيمارستانات في الإسلام لاحمد بك عيسى، دمشق 1929 ).
[14] من مقدمة الكتاب ص 1- 2 في مخطوطة الفاتيكان العربية التي تحمل الرقم 37.
[15] بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوق … وموضعها غربي دجلة مما يلي قطربل، أي من الشمال الشرقي من مشهد الكاظمين. ( للمزيد انظر كتاب الأب د. بطرس حداد: كنائس بغداد ودياراتها، بغداد 1994، ص 77 ).
[16] حَبّي: مصدر سابق، ص 215.
[17] ذكر الأب سمير خليل اليسوعي في تحقيق مقالة التثليث لابن الطيب: له مباحث عديدة في شتى الميادين من طب وفلسفة وتفسير للكتاب المقدس، وقانون كنسي ولاهوت ومؤلفات لاهوتية ايضًا مُتنوعة. إلا ان اثبات عقيدة الثالوث وهي كنه الإيمان المسيحي، شغله قبل كل شيء، ( المقالة المذكورة في الهامش 1 ، ص 365 ).
[18] نزولاً لرغبة مثلث الرحمات مار روفائيل الول بيداويد ( رحمه الله )، قامت الأخت لوسي شماس بتحقيق هذا العمل وتحليله والتعليق عليه استنادًا إلى مخطوطتين، احداهما محفوظة في مكتبة الفاتيكان، والأخرى في مكتبة نابولي الوطنية ( ولا أعلم كيف وصل النص إلى هناك ) ؟! ويُعد هذا النص الجزء الثاني من كتاب فردوس النصرانية لابن الطيب.
[19] انظر لوسي شماس، مصدر سابق، ص 18 وما يليها …. .
[20] انظر التفسير في مجلة بيبليا، ع 3، تموز – ايلول 1999، ص 45 وما يليها تحقيق الأب أيوب شهوان.
[21] نقلا عن كتابنا: عبد الله بن الطيب شمس لا تعرف الغروب ( مخطوط لم يُنشر بعد ).
[22] عن بغداد مدينة السلام وتسميتها ودورها في التاريخ، طالع مقالنا المنشور في مجلة ” نجم بيث نهرين “، المُجلّد العاشر، ع 4، شباط 2004، ص 59 – 63.
[23] ينبغي على القاريء العزيز ألا يخلط بين النصارى والمسيحيون، فالمسيحيين هم أتباع المسيح من الأمميين، اما النصارى حصرًا فهم اتباع المسيح من اليهود، لذلك فالنصرانية غير المسيحية. (طالع الأب البير ابونا: تاريخ الكنيسة الشرقية، ج 2، ص 1، 1993. والأستاذ حداد في مجلة المسَرّة اللبنانية، كانون الثاني، 1972، عدد 571، ص 74).