ايمان كنيسة المشرق (الجزء الاول) موت الانسان في ايمان الكنيسة – الشماس نينب رمزي
ايمان كنيسة المشرق (الجزء الاول) موت الانسان في ايمان الكنيسة – الشماس نينب رمزي
الشماس نينب رمزي
لا شك ان الموت حسب المفهوم الانساني الحيوي ببساطة هو توقف كل وظائف الجسد عن العمل . في الايمان المسيحي بشكل عام والشرقي بشكل خاص الموت هي حالة من انفصال الروح عن الجسد وانتقال الروح من حياة ارضية وقتية الى حياة زمنية منتظرة اي انتقال الروح الى مكان تنتظر فيه اليوم الاخير حيث نقرأ من كتاب الموتى الشرقي: تُفرق النفس عن الجسد بأمر منك، وترتفع للحياة الثانية، هناك حيث كل قديسيك ينتظرون يومك الكبير ليلبسوا البر ويقدموا الشكر.
ونقرأ في مكان ثاني من نفس الكتاب لا تحزنوا على الذي رقد، سيأتي اليوم الذي سيقوم فيه كما قال مخلصنا، حيث كل من يؤمن بي له الحياة الابدية وانا سأقيمه بيوم القيامة. من هنا نفهم ان طقوس الموتى حسب ايمان كنيسة المشرق مبني على عدة اسس:
١-الحزن الانساني
٢- الرجاء الالهي
٣-الانفصال الروحي
٤-الاعتراف
٥-قيامة الاجساد
-الحزن الانساني حيث تحزن الكنيسة على انتقال جزء او عضو منها الى مكان آخر -الرجاء الالهي على قيامة هذا العضو الكنسي
-الانفصال الروحي عن الجسدي
-الاعتراف بأن الانسان يحمل خطيئة ادم وانه للتراب سيعود كما خُلق من التراب وخلاصه سيتم على يد الذي عُلق على الصليب وحرره من خطيئة ثمرة شجرة الحياة -واخيرا قيامة الاجساد في اليوم الاخير حيث سيقيمها ربنا يسوع المسيح للميت في طقوس كنيسة المشرق حوارات تبادلية بين الاحياء والميت نفسه حيث نجد ان كنيسة المشرق بعظمة لاهوتها صنعت حوارا كالذي تم طرحه اعلاه من الاحياء للجسد المنتقل، فيه تشجيع على ان هناك رجاء لقيامته وعلى عدم الحزن لاقربائه وعلى وداع هذا العضو لاخوانه المُخٓلصين بالدم اليسوعي حيث نقرأ ايضا من مار يوحنا فم الذهب قائلا لا تحزنوا بل افرحوا ،لا تلبسوا الاسود بل الابيض لان هناك نفس قد خٓلُصت بالمعمودية والصليب مُسبقا وهي تنتقل الى مكان افضل.
و في النهاية يرقد الجسد في مكانه في باطن الارض وعند نزوله يُحٓيي اصدقائه قائلا السلام معكم اخواني واصدقائي النائمين (الراقدين) ها انا افتح الباب لادخل واستريح بين صفوفكم ويرد عليه الموتى : تعال وادخل وانظر كم من الجبابرة نائمين هنا! اصبحوا ترابا و دودا في باطن القبر تعال وانظر الكم الكبير من العظام المختلطة حيث لا تُفرق بين الملك وعبده. كنيسة المشرق اعتمدت وبشكل كبير على الرموز المسيحية الاولى التي انتقلت من رسل المسيح واباء الكنيسة كما اسلفنا الذكر حيث في اليوم الثالث وكما قام المسيح وغلب شوكة الموت وفتح القبر هكذا يُكسر على قبر الميت اناء فخاري كرمز يرجع الى فتح باب قبر المسيح وقيامة الميت. ومن الرموز الاخرى هي اشتراك الرجال فقط في مراسيم الدفن وزيارة النساء فقط في اليوم الثالث للقبر تماما كما حصل مع المسيح حينما طٓيٓب الرجال جسده وكفنوه ودفنوه ثم ذهاب النساء للقبر في اليوم الثالث ليجدوه فارغا .