تأسيس كلية نصيبين الآشورية للاهوت في سيدني
تأسيس كلية نصيبين الآشورية للاهوت في سيدني
القس شموئيل (سامي) القس شمعون
المشرف الروحي لكلية مار نرساي الآشورية المسيحية في سيدني
تعيد كنيسة المشرق الاشورية إحياء تراث مدارسها الروحية والفكرية التي غابت عنها دهراً طويلاً، كمدارس الرها ونصيبين وجنديسابور وقطيسفون وغيرها ، بتأسيس “كلية نصيبين الآشورية للاهوت” في استراليا ببركة البطريركين قداسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع، وقداسة البطريرك مار كيوركيس ثالث صليوا، بعد أن حققت الكنيسة في سيدني وبقيادة غبطة المطران مار ميلس زيا، سلسلة من إنجازات متلاحقة ومبهرة في القارة الاسترالية، الأمر الذي جعلها مهيئة لتأسيس الكلية اللاهوتية، كتشييد مدرستين خاصتين للتعليم بها، ابتدائية وثانوية، كلية للغة، ومركز تعليم مبكر، وحضانة للأطفال، وبناء قرية نموذجية لكبار السن.
في عام 2000 وأثناء الاحتفال بالألفية الثالثة للمسيح في كنيسة كوخي، أطلق قداسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع، وفي كلمة له من بغداد، رؤية قداسته لبناء كلية لاهوتية خاصة لكنيسة المشرق الآشورية، تتيح لأبناء الكنيسة ولاكليروسها الدراسة فيها وتلقي تعاليم كنيستهم الخاصة. فباشرت الكنيسة في إرسال طلبتها وكهنتها لغرض الحصول على الشهادات العليا في مختلف التخصصات لغرض الشروع في تأسيس هذه الكلية.
أعلن قداسة البطريرك الراحل مراراً عن رغبته في أن يتسلح الكهنة بالعلوم الضرورية ليكون لهم وعي روحي وعقلاني بكامل رسالتهم الكنسية بطريقة منسجمة مع ثقافة العصر، حيث كان على إدراك تام بأهمية الإيمان الواعي لتجذير أصالة الكنيسة، لقيادة وولادة، مجتمع آشوري جديد، ملم بتراث وأمجاد أجداده.
إن وعي قداسة البطريرك الراحل برسالة الكنيسة العصرية، دفعه إلى انتشال الكنيسة من فترات الركود التي مرت بها، في فكرها اللاهوتي والفلسفي، ورفعها إلى جانبها المزدهر، وها هي الكنيسة تجني من لاهوتيها، ثمار ما زرعه قداسة البطريرك الراحل فيهم، والتي ستكون إحداها كلية نصيبين الآشورية للاهوت، لتصبح في المستقبل القريب، النواة الرئيسية المحركة لأمجاد الكنيسة الروحية والتراثية من القارة الاسترالية.
ولاننسى دور قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا في انشاء المدرسة الكهنوتية في بغداد والتي تخرج منها كهنة وشمامسة حصل الكثير منهم على شهاداتهم الاولية من العراق، والعليا من جامعات عالمية مختلفة، خدموا كنائس العراق والدول الاخرى.
ما ستقوم به هذه الكلية اللاهوتية في سيدني، العودة الى المسار الفكري اللاهوتي لهذه المدارس من خلال تجميع الطاقات الاكاديمية المتباعدة لابنائها في القارات، لتصب جهودهم وخبراتهم في مركز كلية نصيبين، ومنها إلى طالبي العلم، لنشر فكر الكنيسة بطريقة أكاديمية عميقة، بعيدة عن الاجتهادات الذاتية التي لا تمت الى روح الكنيسة والعصر بشيء، لتكون المكان الأنسب للتزود بالتراث الروحي والفكري، على المدى الطويل، بطريقة تتلاءم مع تحديات هذه المرحلة وخللها الديموغرافي، الأمر الذي سيعطي زخماً حضورياً قوياً لمستقبل الكنيسة في بلاد الاغتراب.
هذه الكلية ستكون تكريما للمدارس الفكرية، التاريخية الغائبة، وصرحاً تراثياً هاماً يضمن سيادة تعليم كنيسة المشرق الآشورية في وسط كنائس غنية بالتنوع اللاهوتي والروحي الجميل، فقد كان لوجود المدارس اللاهوتية والفكرية، إسهام كبير في الحركة الفكرية والأدبية للمسيحية، لقرون عدة، حيث أنجبت هذه المدارس نماذج رائعة يحتذى بها في العطاء الفكري فلا تكاد تخلو كتابات عباقرة كنيسة المشرق، من عصارة فكر لأولئك المعلمين الذين درسوا أو دَرّسوا فيها.
معلومات عن كلية نصيبين الآشورية للاهوت
أهداف كلية نصيبين:
- تسعى الكلية إلى استنارة أذهان المنتمين إليها، للتعاليم الدينية واللاهوتية والتراث الديني لكنيسة المشرق، لحفظ هويتها.
- إعداد الاكليريكين للرتب الكهنوتية وصقل مواهبهم من خلال الدراسة الاكاديمية وتهيئة رعاة أنفس للرعية لتكثيف حضور الكاهن في المجتمع بطريقة تتلاءم مع إرساليتهم العصرية الجديدة.
- إعداد وتأهيل وتدريب الشمامسة والمعلمين الناشطين في التعليم المسيحي في المدارس والمؤسسات الدينية التابعة للكنيسة.
- تطوير مستوى العاملين مع لجان الشباب والأطفال ليكونوا قادرين على مواجهة التساؤلات والتحديات.
- خلق قيادات كنسية ملمة بالتراث الروحي واللاهوتي للكنيسة ووفية في جوهرها الرسولي.
- إعداد وعاظ وتجديد هوية الخدمة الكهنوتية والتبشيرية التي كانت تضطلع بها الكنيسة سابقاً.
- تدريب المؤمنين من الرجال والنساء لخدمة أبرشيات كنائسهم على أسس الإيمان المسيحي.
- إعداد باحثين في العلوم اللاهوتية لكنيسة المشرق.
التعليم عن بعد، أونلاين:
تأخذ الكلية على عاتقها تعليم من هم خارج أستراليا عن طريق الدراسة عبر الانترنت، اونلاين، لغرض تلقي أكبر عدد ممكن من المؤمنين للتدريب اللاهوتي، حيث تقوم الكلية بالتفاعل مع الدراسين اونلاين، فتقدم لهم المناهج الدراسية من خلال دراسة منهجية مدعومة بالفيديو وبالتوجيه والدعم من قبل أساتذة الكلية، وعند إكمال الوحدات المطلوبة سيجتاز الطلاب امتحاناً يؤكد استيعابهم والمامهم للدراسة التي أتموها.
وبالنسبة للراغبين في الدراسة في استراليا، فإن الكنيسة سوف تباشر ببناء أقسام داخلية للطلاب الراغبين في البقاء فيها.
مكان الكلية:
مجمع كلية مار نرساي الآشورية في منطقة هورسلي بارك في سيدني والذي شيد هذا العام.
التخصصات المالية:
خصصت كنيسة المشرق الآشورية مبلغ مليون دولار استرالي لغرض بدء هذه الكلية حيث سيغطي مبلغ 750 الف دولار أجور ونفقات التدريس فيها ومبلغ 250 الف دولار لغرض تأسيس مكتبة تحوي المراجع والكتب المتخصصة بتراثنا الروحي.
موعد انطلاق كلية نصيبين:
سيكون افتتاح الكلية مطلع العام الدراسي 2020، حيث يبدأ الدوام فيها من الساعة (4 – 10) مساءً، خلال أيام الدوام الرسمي من شهر شباط ولغاية شهر كانون الأول، من كل عام، ويقسم العام الدراسي إلى أربعة فصول دراسية.
المناهج الدراسية المقترحة:
- أقسام اللاهوت، النظامي، المقارن، الرعوي، الادبي
- قانون كنسي
- الفلسفة
- ليتورجيا
- دراسات أبائية
- دراسات كتابية في العهدين القديم والجديد
- علم التفسير
- دراسات تأريخية وحضارية
- تراث الكنيسة
- دراسات أديان ومقارنة
- علم النفس الرعوي
- علم الوعظ، الكرازة والارساليات
- اضافة الى تدريس لغات الكتاب المقدس، الآرامية، اليونانية، والعبرية واللغات الحية.
الشهادات التي تمنحها الكلية:
- شهادة الدبلوم في اللاهوت أو في اللغة والطقوس الكنسية، بعد فترة تدريب لمدة سنتين.
- شهادة البكالوريوس في العلوم اللاهوتية بعد دراسة لفترة 4 سنوات، ( السنة الأولى تحضيرية).
- شهادة الماجستير في اللاهوت، بعد الدراسة فيها لمدة سنتين.
- شهادة الدكتوراه في اللاهوت والتي تمتد فيها الدراسة لمدة أربع سنوات.
شروط القبول لشهادة الدبلوم والبكالوريوس:
- ان لا يقل عمر المتقدم على 20 عاماً.
- أن يكون حاصلاً على شهادة المرحلة الثانوية ( المرحلة 12 في استراليا) او ما يعادلها، على الأقل، لدراسة الدبلوم والبكالوريوس.
- أن يقدم شهادة من كاهن رعية المتقدم تبين إيمانه واهتمامه في دراسة الكتاب المقدس.
- أن يمتلك القدرة على التحدث والاستماع للغات الاشورية والإنكليزية.
- أن بجتاز المقابلة الشخصية مع عميد الكلية.
هناك اجتماع أولي تأسيسي في سيدني سيضم إلى جانب غبطة المطران مار ميلس زيا، كل من نيافة الأسقف الدكتور مار آوا روئيل، نيافة الأسقف الدكتور مار أبرس يوخنا والأركذياقون الدكتور وليم توما، مطلع حزيران القادم، لوضع الخطط وإقرار المناهج الدراسية بصورة أعم. ويشارك في التاسيس ايضا، البروفسور رفعت عبيد، رئيس قسم الدراسات السامية في جامعة سيدني، كعضو مؤسس للكلية، والبروفسور سيبستيان بروك وكلية سيري ( معهد القديس مار أفرام للابحاث المسكونية في الهند) وسوف تعمل الكلية أيضاً وعن كثب مع أساتذة في جامعة سيدني ومكواري وجامعات عالمية أخرى.
وسيشترك في التدريس في هذه الكلية، أبناء كنيسة المشرق من الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه وأستاذة من جامعات أخرى، حيث سيتولى هؤلاء التدريس الداخلي للطلاب في الكلية، والخارجي عن بعد، اونلاين.
وستكون كلية نصيبين عضواً في كلية سيدني لللاهوت التي تأسست عام 1983 لتوفير التدريس اللاهوتي في أستراليا ونيوزلندا والدول الأخرى من خلال الدراسة، أونلاين، حيث حصلت على الموافقة المبدئية على ذلك والكنيسة بصدد اكمال الموافقات الرسمية المتبقية.
وستنضم كلية نصيبين الآشورية للاهوت إلى هذه المؤسسة لغرض ضمان السلامة الأكاديمية لبرنامجها التدريسي، حيث ستكون الشهادات الصادرة منها، معترفاً بها دولياً.
وتشمل عائلة الكلية اللاهوتية في سيدني برئاسة العميد ديانا سبيد، كل من الكليات التالية:
Australian College of Christian Studies (ACCS), (formerly Emmaus Bible College)
Australian College of Ministries (ACOM)
Catholic Institute of Sydney (CIS)
Eva Burrows College (formerly Booth College)
Nazarene Theological College (NTC)
NSW College of Clinical Pastoral Education (NSWCCPE)
St Andrew’s Greek Orthodox Theological College (SAGOTC)
St Cyril’s Coptic Orthodox Theological College (SCTC)
يذكر ان البروفسورة ديان سبيد، عميدة الكلية اللاهوتية في سيدني، قد قامت بزيارة المجمع الجديد الذي ستنشأ الكلية اللاهوتية، مرتين، الاولى بتاريخ 20/7/2017، اثناء زيارة قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا الى استراليا، والثانية اثناء افتتاح الكلية 21/1/2018 حيث أعربت عن رغبتها في هذا التعاون المثمر وعن سعادتها لانضمام كنيسة المشرق الاشورية الى عائلة الكليات اللاهوتية المعتمدة في سيدني، موضحة انها ستعمل عن كثب مع الكنيسة لإطلاق هذه الكلية.
واستحصلت الكنيسة أيضاً، على موافقة أساتذة في جامعات سيدني، أيضاً، لغرض المحاضرة في هذه الكلية اللاهوتية، الى جانب اكليروس الكنيسة من حملة شهادات الماجستير الدكتوراه في اللاهوت.
ان نجاح كلية نصيبين، مرهون في دافعية والاستجابة التفاعلية للطلاب، وغيرتهم لاحياء تراثهم الروحي الثر، حيث ستتوفر الكنيسة لهم، كافة مهارات التعلم والبحث ومقومات النجاح الاخرى، ومرهونة بمساعدة أبرشيات كنيسة المشرق في العالم لارسال الطلبة لاغتنام هذه الفرصة المتاحة لديهم، والتي في منظورها البعيد، تسعى الكنيسة في سيدني وبعد اكتمال العدد الكافي من الاكاديميين المتخصصين، الى تحويل هذه الكلية الى جامعة تضم أقسام متعددة.